عمان- وليد سليمان - يعتبر سيجموند فرويد هو المؤسس الفعلي والاب الشرعي لمدرسة «التحليل النفسي» ونظريته في التحليل النفسي ما زالت من اشهر النظريات في التاريخ البشري حتى الان لانها سببت وتسبب الى اليوم مناقشات وجدالات وانشقاقات وايضا عداوات بين تلاميذه المخلصين واتباعه المنشقين واعداء نظريته اللدودين.
ومدرسة فرويد في التحليل النفسي ما زالت تنتشر في حوالي ثلاثين دولة ولها حوالي سبعين جمعية اكثرها في اوروبا. بينما الرافضون لنظرياته ينتشرون اكثر في كل من اميركا وروسيا!!
وعن حياته فقد ولد فرويد في عام 1856 في تشيكوسلوفاكيا ثم هاجر وهو في سن الرابعة مع اسرته الى النسما حيث بقي فيها حتى بلغ «83» عاما لكنه اضطر اواخر عمره ان يهاجر الى انجلترا بسبب الاضطهاد السياسي له ولانصار نظريته في التحليل النفسي حتى مات في لندن عام 1939 وهو يعاني آلام مرض السرطان المبرحة وجسمه مخدر بحقن المورفين.
وسيجموند فرويد درس الطب وقام بالعديد من الابحاث عندما كان شابا في فيزيولوجية الجهاز العصبي ثم اختص بالامراض العصبية، ثم وجد انه يستطيع معالجة احدى مريضاته المصابات بالهستيريا بتركها تتحدث بحرية تامة وهي في حالة التنويم المغناطيسي، وعندما وجد فيما بعد ان التنويم المغناطيسي غير كاف شجع مرضاه على التداعي الحر لافكارهم وذلك باسترجاع المريض لبعض الذكريات المنسية التي تشير بطريقة مباشرة او غير مباشرة الى خبراته المتصلة باعراض مرضه. ثم تأتي مرحلة تحليل احلام المريض بتفسير رموزها وصورها في ضوء شخصية المريض وظروف حياته، ثم مرحلة التحويل اي العلاقة الودية التي تنشأ ما بين المريض والمحلل النفسي الذي يقوم في اثناء العلاج بدور الذين كانوا يحيطون بالمريض في اثناء طفولته.
وكان فرويد يؤكد ان الطاقة المسببة لاعراض الهستيريا التحولية هي الطاقة الجنسية.. لذا فقد اثارت نظريته في تطور الغريزة الجنسية منذ الطفولة الاولى وفي تبنيه لعقدة اسطورة اوديب سخط اطباء الامراض العقلية، حيث كان عدد منهم قد انضموا اليه سابقا ومنهم عالم النفس الشهير «الفريد ادلر» وعالم النفس الشهير «كارل يونغ».
وهكذا وبعد ان انتشرت نظريات فرويد في التحليل النفسي والتي يعتمد فيها على الطفولة والاسطورة والاحلام واللاوعي «العقل الباطني» فقد تأثرت مجالات ثقافية وفنية وادبية عديدة بما جاء فيها وظهر ذلك جليا في اعمال الفنانين التشكيليين مثل سلفادور دالي وماكس ارنست حيث اعتبروا ذلك منبع ومصدر الهامهم وعطائهم الابداعي الغزير، عدا عن علماء الاجتماع والتربية والشعراء والروائيين الذين تأثروا بتحليله النفسي الجديد.
ولعالم النفس فرويد العديد من المؤلفات التي كتبها منها: تفسير الاحلام، ثلاث رسائل في نظرية الجنس، مقدمة في التحليل النفسي، الذات والغرائز، القلق، حياتي.. الخ.
وهناك اكثر من مائة كتاب كبحوث علمية كتبها الآخرون عن فرويد والفرويدية بالاضافة الى مختلف الترجمات لاعماله.